غالية خوجة (دبي)

ما الأثر المتبقي بعدما تغرق الصيرورة؟ وهل تعتبر الرواية تاريخية أو مكانية فقط لأن الأحداث تدور في إبستيمولوجية معينة؟ ولماذا تتجول بنا الروائية ريم الكمالي مع شخوص روايتها «تمثال دِلما» بين أمكنة النص المختلفة منطلقة من جزيرة دلما أبوظبي، وعائدة إليها بعد المرور بدلمون وأوروك وسومر؟ وما أهم التقنيات السردية في هذه الرواية الفائزة بجائزة أفضل كتاب في مجال الرواية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2018، والتي تعتبر الثانية بعد روايتها «سلطنة هرمز»؟
استفهامات متنوعة طرحت في صالون القراءة أثناء الجلسة الحوارية التي أقيمت أول من أمس في ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع بحر الثقافة، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة وأعضاء الندوة، وعدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين.
قدمت الجلسة وأدارت الحوار الكاتبة صالحة عبيد متساءلة: ما الذي تمثله عينا التمثال؟
فأجابت ريم الكمالي: أنا ابنة الساحل، وفي الإمارات العربية المتحدة جزر كثيرة فيها خيرات، وفي جزيرة دلما الكلسية لا الصخرية، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة، أبحث عن الإنسان لا الآثار، ورمزتُ إلى الصيرورة باسم «سيرارا»، وعكس النص المكتوب بالخط الغامق حالة «المونولوغ»، والبطل «نورتا» شخص متمرد، نحت «سيرارا» كتمثال.
وتابعت: هناك تشابك أراد أن يفرض نفسه في المعبد، لذلك أرّقت عينا التمثال الفنان النحات البطل «نورتا»، لأنه لا يريدهما عاديتين، فجعل عيناً تنظر إلى المدى، وعيناً تنظر إليه، أي إلى الشخص العابد، والعين دائرية الشكل، وهي البصيرة، ونحن نعيش في دوائر مغلقة أو مفتوحة، كما أن القبور المكتشفة دائرية، إنها فلسفة الدائرة التي بلا نهاية.
وأثناء الجلسة تداخل الكاتب علي عبيد الهاملي قائلاً: جاءت رواية تمثال دلما مختلفة، لأنها بدأت ببطء، ثم تدرجت بالحدث إلى أن وصلت إلى الخاتمة، ولفت نظري مونولوغ نورتا، والإبحار في حضارات قديمة، مع وجود عدة عقد.
بينما أكدت الكاتبة فتحية النمر على أنها أحبت اللغة الموحية، وتمنت لو لم يغرق التمثال وينقذه شخص آخر.
وتساءل الشاعرة ظبية خميس: لماذا اختارت الكمالي لروايتها منطقة بسيطة بمعالمها الأثرية، لتكون مسرحاً لسؤال المكان والذاكرة الوثنية القديمة ومخيلة الكاتبة؟
ولفتت عائشة سلطان إلى الدلالات الفنية للرواية، متسائلة عن المنهجين اللذين اتكأت عليهما الرواية، أولهما «تيار الوعي» وبراعة فرجينيا وولف، وهذا ما ظهر بعلاقة نورتا بنفسه ومجتمعه؛ وثانيهما التيار التاريخي، لماذا يذهب الروائي إلى التاريخ؟
وأكدت ريم الكمالي أن بين الجزُر بحر ونسب، ولدينا في الخليج العربي جزر، فلماذا لا نسلط الضوء عليها؟
واختتمت: تأثرت كثيراً بتكسير الدواعش للتماثيل الأثرية، مما دفعني إلى كتابة هذه الرواية، بجوها التاريخي لأنه يمنحني حرية أكبر، من دون التقيد بمكان زائل، وتعلمت أن المكان هو أنا، والمهم استمرارية الكتابة من دون التعلق بمكان.